عجينة اللوز

تتميز الحلويات المغربية بالتنوع و التعدد, مما يدل على قدرتنا كشعب على الإبتكار و الإختراع , فتجدنا اليوم في حيرة إذا ما أردنا تحضير الحلويات للمناسبات العائلية أو الخاصة, أو حتى للأيام العادية.

و من بين ما يميز الحلويات المغربية أيضا وجود أنواع تتغير بتغير حشوتها كالبريوات مثلا .

و من بين أكثر الحشوات شهرة في المغرب نجد عجينة اللوز-يطلق عليها أيضا إسم المرزبانية– ،اللوز الذي يعتبر المكون المشترك بين أغلب الحلويات المغربية، هذة العجين تحوي مكونات بسيطة و قليلة (اللوز و البيض و سكر ) ,و بالرغم من ذلك إلا أنها تحمل مذاقا رائعا .

يمكن إستعمال هذه العجين لتزيين حلويات أخرى , و يمكنك أيضا تناولها وحدها دون الحاجة إلى إضافات .

و بما أن المغرب بلد سياحي بإمتياز , فليس فقط وصفاتنا المغربية هي من تجوب العالم و تأسر عقول الأجانب , بل نحن أيضا نأخد من باقي الحضارات بعض الأطباق و المأكولات , و التي من بينها , عجينة اللوز , و التي هي موضوع هذا المقال.

أصول عجينة اللوز:

يرجح أصول عجينة اللوز إلى إحتمالين إثنين :

الأول هو أن معجون اللوز يأتي من شمال البحر الأبيض المتوسط., تحديدا في إيطاليا حيث تم العثور على خبز الزنجبيل مع حشوة عجينة اللوز في متجر في سان جيميجنانو, وعلى الرغم من أنه يعتقد أنه نشأ في بلاد فارس -إيران- و تم جلبه من طرف الأتراك إلى أروبا ، فإن المجريين والإيطاليين يشككون في أبوته. و تعود تسميته بالمرزبانية إلى إسم عملة موتابان التي كانت موجودة في مدينة بيزنطة.

في إيطاليا ، تقول الأسطورة أنه في العصور الوسطى ، كان على إبنة خباز من البندقية أن تساعد والدها في خلط القليل من اللوز المفروم في كعكة كبيرة. لكن الفتاة الصغيرة ، في حالة حب ، كانت مشغولة بالحلم ، لدرجة أنها وضعت الكثير من اللوز. كان والده غاضبًا عندما إكتشف الخطأ و وبخها لإهدارها لوزه الثمين. ولكن بينما كان يتكلم ، دخلت قطعة من العجين في فمه و فجأة صمت. لم يأكل شيئًا لذيذًا أبدًا مثل هذه العجين من قبل. تم تقطيع العجين النيء إلى قطع صغيرة وبيعها بنجاح كبير ، وأصبح الخباز رجلًا مزدهرًا ، وذلك ببساطة عن طريق بيع خبز معجون اللوز. يسميها الخبز ماركوس ، على إسم شفيع المدينة .

النسخة الثانية هي أن ماري ، الإبنة الشابة لصانع الحلويات الفينيسي بادروت مارك ، كانت تلعب في ورشة والدها, و سكبت العسل عن طريق الخطأ في كتلة اللوز التي إنتهى بها الأمر على ورقة خبز ساخنة. عندما تذوق الأخير التحضير ، صاح قائلاً: \”هذه حلوى إخترعتها ماري!\” \”. قام بتشكيل العجين على شكل شموع مقدسة مزينة بزخارف مدينة البندقية ، متبعًا الإتجاه السائد في ذلك الوقت ، وبدأ في بيعها. أثناء انتشار وباء الطاعون ، تم توزيع الخبز على شكل عجينة اللوز على الناس. في البداية ، كانت العجينة تصنع من العسل ثم السكر.

ثم أصبح مرزبان تخصصًا في ألمانيا ، في منطقة بحر البلطيق ، ولا سيما في مدينة لوبيك.

في ألمانيا ، يُعتقد أن الطاهي الألماني كان أول من أنتج المرزبانية. كان على الشيف ، الذي كان يعمل مع رجل ثري في القرن السابع عشر ، أن يقدم حلوى لذيذة لوليمة خاصة جدًا. كان الرئيس رجل نبيل خيالي.

يقطع ويقشر كمية كبيرة من اللوز ، ثم يضيف السكر لعمل عجينة. ثم تم تقطيعها إلى قطع صغيرة وتقديمها إلى الحفلة التي كانت ناجحة للغاية فيها. أطلق الشيف على العجينة إسم فرانز مارسيب ، وفي نهاية حياته عاد إلى مسقط رأسه في لوبيك وافتتح مصنع مرزبانية.

و تبقى كل هاته القصص و أخرى ليست سوى إحتماليات لأصول هذه العجين .

لا تنسى أن تخبرنا ما هو الجزء الذي أحببته من تاريخ عجينة اللوز ؟

هل لديك فضول لمعرفة طريقة تحضير عجينة اللوز ؟ لن نطيل عليك , إليك الوصفة .