البغرير

البغرير: الفطائر المغربية الأسطورية ذات الألف ثقب

بغرير
بغرير

البغرير، المعروف أيضًا بالفطائر المغربية ذو الألف ثقب، هو نوع من الفطائر التقليدية التي تشتهر بها المغرب، و يتميز بملمسه الرقيق ووجود الثقوب الصغيرة التي تغطي سطحه مما يجعله يبدو كالإسفنجة . تساعد هذه الثقوب في امتصاص جيد لخليط الزبدة الذائبة مع العسل. هذا المزيج المعروف، اضافة الى اصطحابه بفنجان ساخن وطازج من شاي النعناع أو فنجان قهوة، يشكل وجبة لذيذة مفضلة لذا العديد من المغاربة. يعتبر البغرير جزءًا من التراث الثقافي والمطبخي للمغرب، حيث يعود تاريخه إلى العصور القديمة ويتم تحضيره في المناسبات الخاصة والدينية والأعياد.

تاريخ واصل البغرير

في الواقع لم يتم تحديد الأصل الدقيق للبغرير، ولكن يُعتقد أن هذه الفطائر لها جذور تعود إلى الأيام العريقة لمطبخ شمال إفريقيا. وعلى مر القرون، انتقلت هذه الوصفة من جيل إلى جيل، لتصبح جزءا لا يتجزأ من ثقافة الطهي المغربية. اكتسبت البغرير شهرة عالمية ويستمتع بها الآن الكثير من الأشخاص حول العالم بشهادة كل من قام بتذوقها.
تاريخ البغرير اذا، يعود إلى العصور القديمة في المغرب، حيث كان يُعتبر جزءًا أساسيًا من المطبخ التقليدي المغربي. تحضير البغرير يتم بطرق مشابهة لما كان عليه في العصور الماضية حيث يتم الاستمتاع بها الآن بشكل يومي في العديد من المنازل المغربية ، مما يظهر الاستمرارية في تقنيات الطهي التقليدية المتوارثة عبر الأجيال. وتختلف طرق طهيها وتقديمها حسب المناطق المختلفة في المغرب. يعتبر البغرير رمزًا للكرم والضيافة في الثقافة المغربية، وهو يُحضّر كذلك بكميات كبيرة خلال شهر رمضان المبارك لتناوله وقت الإفطار، كما يُقدّم في الأعياد والمناسبات والزيارات العائلية.

لما يمتلك البغرير العديد من الثقوب؟

مما لا شك فيه ان ما يجعل هذه الفطائر متميزة هي شكل تلك الفجوات التي تغطي سطح البغرير. قد تتسائل لما بالضبط يتجسد هذا الشكل الفريد. والامر بسيط للغاية. انه يتعلق بسببين اثنين: أولهما، اضافتنا الخميرة الى المزيج عندما نقوم بتحضيره، وثانيهما، طريقة طهيه التي تتمثل في طهيه على المقلاة على جانب واحد فقط مما يسمح للفقاعات بالظهور على الجانب العلوي، الشيء الذي يؤدي إلى إنشاء تلك الثقوب الصغيرة.

كيفية تحضير البغرير

تحضير البغرير
تحضير البغرير

طهي هذه الفطيرة اللذيذة اسهل مما تتوقع. يتكون البغرير من مكونات بسيطة ومتوفرة في كل بيت مغربي. المكونات الأساسية للبغرير تشمل الدقيق السميد، الدقيق الأبيض، الماء الفاتر، الخميرة، الملح، السكر، والبيكنج باودر. هذه المكونات البسيطة تلعب دورًا كبيرًا في الحصول على البغرير ذو القوام المثالي والمذاق اللذيذ.

 

  • الخطوة الأولى: تحضير الخليط

في وعاء كبير، يتم خلط الدقيق السميد والدقيق الأبيض معًا. بعد ذلك، يتم اضافة الملح والسكر والخميرة الفورية والبيكنج باودر إلى المزيج ثم يتم خلطهم جيدًا. بعد ذلك، يُضاف الماء الفاتر تدريجيًا إلى الخليط مع التحريك المستمر حتى يصبح لدينا خليط ناعم و سلس و خالي من التكتلات. بالنسبة للفطائر الأخرى، في الغالب تريد التأكد من عدم الإفراط في الخلط، لكن هذا ليس هو الحال هنا. في طريقة طهي البغرير يكون الخليط رقيقًا نسبيًا، وبالتالي فإن المزج والخلط الجيد يساعد في جعله ناعمًا وسلسا.

  • الخطوة الثانية: التخمير

يُترك الخليط ليختمر في مكان دافئ لمدة تتراوح بين 30 دقيقة إلى ساعة، حتى يتضاعف حجمه وتظهر الفقاعات على سطحه. التخمير هو خطوة أساسية ومهمة لضمان الحصول على بغرير هش و مليء بالثقوب الصغيرة.

  • الخطوة الثالثة: الطهي

يتم تسخين مقلاة، يفضل أن تكون غير لاصقة، أو مقلاة كريب، على نار متوسطة. ثم يتم سكب كمية معتدلة من الخليط في المقلاة ويُترك ليطهى على جهة واحدة فقط حتى يجف الجزء العلوي وتتشكل الثقوب. يتميز البغرير بوجود ثقوب صغيرة تظهر على سطحه أثناء الطهي، وهي علامة على نجاح عملية الطهي. يجب تجنب قلب البغرير حتى يحافظ على قوامه الهش. إذا كانت النتيجة نيئة او الشكل غريب فقد يكون الخليط الذي قمت بسكبه سميكًا جدًا، لذا حاول تخفيفه بقليل من الماء.

الخطوة الرابعة: التقديم

واخيرا، بعد ان تم طهي البغرير بنجاح، حان الوقت لنقوم بتقديمه. عادة يُقدّم البغرير المغربي مع الزبدة المذابة والعسل أو المربى. يمكن أيضًا تقديمه مع الشاي المغربي بالنعناع او القهوة لإضافة لمسة تقليدية إلى الوجبة.

طرق تقديم متنوعة

يمكن تقديم البغرير في أوقات مختلفة من اليوم وبطرق مختلفة. يمكن تقديمها على الإفطار، ولكن أيضًا كوجبة خفيفة في المساء إلى جانب الشاي بالنعناع أو القهوة. البغرير مشهور ايضا خلال شهر رمضان، حيث يتم تقديمه على موائد الإفطار.
تحظى هذه الفطائر بشعبية كبيرة، وقد يختلف طرق تناولها من شخص لاخر او من منطقة الى اخرى. فقط يتهم تناول البغرير بالطريقة المعتادة والمعروفة والتقليدية والتي تتمثل في إضافة خليط كميات متساوية من الزبدة الذائبة والعسل ودهنها بقطع البغرير وتقديمها مع كوب من الشاي المنعش. هذا الخليط من الزبدة والعسل يضفي طعمًا مميزًا ولذيذًا للبغرير. كما يمكن دهنها بزيت الزيتون والعسل أو لمن يفضلون الطعم الحلو والمختلف، يمكن تقديم البغرير مع المربى أو قطع الفواكه الطازجة. هناك خيارات شائعة اخرى كاضافة ماء زهر البرتقال مع القرفة أو السكر. يُضفي هذا التنوع في التقديم طابعًا عصريًا للبغرير التقليدي، مما يجعله مناسبًا للاذواق المختلفة.

 

البغرير في المناسبات الاجتماعية

بغرير مع الشاي
بغرير مع الشاي

يُعتبر البغرير جزءًا أساسيًا من المائدة المغربية في المناسبات الاجتماعية والدينية. يُحضّر بكميات كبيرة خلال شهر رمضان المبارك لتناوله وقت الإفطار، كما يُقدّم في الأعياد والمناسبات العائلية. يعتبر تحضير البغرير وتقديمه رمزًا للكرم والضيافة في الثقافة المغربية.لا يقتصر تأثير البغرير على المطبخ المغربي فقط، بل يمتد إلى الثقافة الشعبية أيضًا. يظهر البغرير في العديد من القصص والحكايات المغربية، وهو رمز للأصالة والتراث. يروي الكبار قصصًا عن جداتهم وهن يحضرن البغرير في الأفراح والتجمعات العائلية، مما يعكس الروابط العائلية القوية والتقاليد الموروثة.

 

الحفاظ على تراث البغرير

في العصر الحديث، مع تطور وسائل الطهي وظهور وصفات جديدة، يظل البغرير محتفظًا بمكانته في المطبخ المغربي. يسعى الكثيرون إلى الحفاظ على وصفات البغرير التقليدية وتعليمها للأجيال الجديدة، لضمان استمرارية هذا التراث الطهوي العريق. تُعد الورش والندوات التعليمية حول تحضير البغرير جزءًا من الجهود المبذولة للحفاظ على هذه الثقافة الطهوية.

خاتمة

البغرير، المعروف بفطائر الألف ثقب، هو نوع من الفطائر التقليدية التي تشتهر بها المغرب و يتميز بملمسه الرقيق ووجود الثقوب الصغيرة على سطحه. يُقدم عادة كوجبة إفطار أو كوجبة خفيفة في أي وقت من اليوم، ويمكن تناوله مع مجموعة متنوعة من الصلصات والمكونات مثل الزبدة، العسل، أو الشاي المغربي التقليدي.

البغرير المغربي جزء من الهوية الثقافية والتراثية للمغرب. من خلال مذاقه اللذيذ وقوامه الهش، يستمر البغرير في جمع الناس حول المائدة، سواء في المناسبات الخاصة أو في الحياة اليومية. تعتبر عملية تحضيره وتقديمه تعبيرًا عن الحب والكرم، مما يجعله رمزًا دائمًا للأصالة المغربية.